فرانسيس بيبي - كنز مغناطيسي
LABEL: Africa Sevenفرانسيس بيبي هو من نوع الفنانين الذين يبدو إرثهم لانهائياً. "تريزور ماغنيتيك"، هذا المجموع من الأغاني غير المنشورة، والتسجيلات الأرشيفية، والكنوز المهملة من أرشيف بيبي، يبدو وكأنه كشف كبير في سردية مستمرة - قصة تمتد عبر القارات والأجيال. اسم المجموعة (المترجم إلى "كنز مغناطيسي") يمهد الطريق بشكل مثالي. فهو لا يشير فقط إلى الأشرطة الهشة التي عُثر عليها في منزل ابن بيبي، باتريك، بل يشير أيضاً إلى الجاذبية شبه المغناطيسية لفن بيبي. تم رقمنة هذه الأغاني بدقة في استوديوهات آبي رود، وهي تنضح بوضوح وإلحاح يتحدى العقود التي تفصلها عن الآذان المعاصرة. بمجرد الاستماع إلى "تريزور ماغنيتيك"، يبدو الأمر كما لو كنت تفتح رسالة من عصر آخر، لتجد أن محتوياتها تتحدث إليك بشكل أوضح من عناوين الأخبار اليوم. في عصر كان فيه الفنانون الأفارقة يُصنفون أحياناً في فئات تسويقية مثل "موسيقى العالم" أو "الموسيقى الشعبية"، قام بيبي بدمج وتنسيق أدوات موسيقية بشكل حاسم، وكأنها لا علاقة لها بالتعايش. قد يتردد صوت فلوت بيغمي على إيقاع آلة طبول، أو قد يلتف ريف غيتار كلاسيكي حول منظر صوتي اصطناعي متكرر. عند الاستماع إلى هذه التسجيلات، تشعر بروح في حركة مستمرة، نادراً ما ترضى بإتمام قطعة والانتقال إلى أخرى. "تريزور ماغنيتيك" يبدو أقل كأنه استعراض غبارى وأكثر كأنه حوار حيّ مع الحاضر. بالنسبة للوافدين الجدد، فإنه يوفر مدخلاً إلى مجموعة واسعة من الأسطوانات التي تتحرك بسلاسة بين موسيقى أفرو-فانك القابلة للرقص، والتراتيل الشعبية، والتعليقات السياسية، والاستكشافات الإلكترونية المتلألئة. بالنسبة للمشجعين القدامى، فإنه يكشف عن زوايا جديدة من كتالوجهم المفضل، ويظهر كيف أن روح بيبي المستعرة لم تدع أغنية تستريح في تكوين واحد لفترة طويلة. فرانسيس بيبي لم يكن مجرد "متجاوز لعصره" - بل كان يعمل وفقاً لجدوله الزمني الخاص به تماماً. في قرن كان يطالب غالباً بالانسجام أو التصنيف الدقيق، أصر على اتساع يخص المستقبل بقدر ما يخص منتصف القرن العشرين. ولهذا السبب، عندما نغمر أنفسنا في "تريزور ماغنيتيك"، يبدو الأمر كما لو أننا لا نكتشف فقط آثاراً ضائعة - بل نواجه أفكاراً لا تزال جذابة وذات صلة الآن. فرانسيس بيبي لم يكن مجرد متجاوز لعصره - بل صنع عصره. والآن، لدينا أخيراً فرصة اللحاق به.